الصفحة الرئيسة

2013/02/19

كتاب "بعد الإستئذان.. حديث عن الجنس والإنسان"/ قصيدة "النادلة".

وَقَفَتْ أَمَامِي أَجْمَلُ الفَتَيَاتِ/ وَتَأَهَّبَتْ لِتُدَوِّنَ الطَلَبَاتِ/ إِسْتَأْنَسَتْ وَتَبَسَّمَتْ وَتَمايَلَتْ/ فَتَسَارَعَ الخَفَّاقُ بِالخَفَقَاتِ/ هـ‘ــــــذِيْ مُطَلَّقَةٌ تُحِيْكُ شِبَاكَهَا/ عَلَّ الفُؤَادَ يُصَادُ بِالشَبَكَاتِ/ أَشْعَرْتُهَا أَنِّيْ عَلِقْتُ بِمَا رَمَتْ/ في اليَمِّ نَاحِيَتِي مِنَ النَظَرَاتِ/ عَاجَلْتُهَا: أَوَتَرْغَبِيْنَ صَدَاقَةً/ مَكْتُوْمَةً أَبَداً عَنِ النَسَمَاتِ؟/ مُتَزَوِّجٌ وَالهَمُّ قَضَّ مَضَاجِعِي/ وَلَقَدْ سَئِمْتُ أَنَا مِنَ الزَوْجَاتِ/ قَالَتْ أَجَلْ، وَتَبَسَّمَتْ: لِمَ لا تُرَا/ سِلُنِي إِذاً بـِ"النَتِّ" عَبْرَ "الشَاتِ"؟/...


إنزل إلى أسفل لقراءة القصيدة كاملةً


كتاب
بعد الإستئذان.. حديث عن الجنس والإنسان
تأليف: حسين احمد صبرا



النَادِلَة
شعر: حسين احمد صبرا
(2010)


وَقَفَتْ أَمَامِي أَجْمَلُ الفَتَيَاتِ
وَتَأَهَّبَتْ لِتُدَوِّنَ الطَلَبَاتِ
إِسْتَأْنَسَتْ وَتَبَسَّمَتْ وَتَمايَلَتْ
فَتَسَارَعَ الخَفَّاقُ بِالخَفَقَاتِ
إِسْتَأْنَسَتْ: إِسْتَأَنَسَ بِهِ وَإلَيْه أَيْ أَلِفَهُ وَسَكَنَ قَلْبُهُ بِهِ (أَيْ ارْتَاحَ إِلَيْه)/ الخَفَّاقُ: القَلْب.
هـ‘ــــــذِيْ مُطَلَّقَةٌ تُحِيْكُ شِبَاكَهَا
عَلَّ الفُؤَادَ يُصَادُ بِالشَبَكَاتِ
يُصَادُ: يَتِمُّ اصْطِيَادُهُ.
مَا رَمَّقَتْ إِلَّايَ في لَحَظَانِهَا
أَوْ حَدَّثَتْهُ بِأَعْذَبِ الكَلِمَاتِ
رَمَّقَتْ: (مُبَالَغَةٌ في فِعْلِ "رَمَقَتْ") أَطَالَتْ وَأَدَامَتِ النَظَرَ/ إِلَّايَ: سِوَايَ/ اللَحَظَانُ: اللَحْظُ وَالمُرَاقَبَةُ بِالعَيْن.
مَعَ أَنَّ كُلَّ الحَشْدِ مَشْغُوفٌ بِهَا
إِذْ يَشْتَهُونَ القَدَّ وَالأَكَمَاتِ
الحَشْدُ: النَاسُ المُتَوَاجِدُوْنَ في المَكَانِ (أَيْ بِمَعْنَى الزَبَائِنِ أَو رُوَّادِ المَطْعَمِ أَوِ المَقْهَى)/ مَشْغُوفٌ بِهَا: مُوْلَعٌ بِهَا ومَجْنُوْنٌ بِحُبِّهَا/ القَدُّ: القَامَة (أَيْ الجَسَد)/ الأَكَمَاتُ: (جَمْعُ أَكَمَة) التِلَالُ وَالمَوَاضِعُ الأَكُـثَرُ ارْتِفَاعاً مِمَّا حَوْلِهَا.
وَجَرَتْ مُحَادَثَةٌ بِصَوْتٍ خَافِتٍ
كَتَبَادُلِ العُشَّاقِ لِلْهَمَسَاتِ
هَا لَمْ أَزَلْ لِلْحِيْنِ أَرْمُقُ كَاعِبَاً
وَأُعَايِنُ الأَرْبَاءَ وَالنَتَآتِ
أَرْمُقُ:أُطِيْلُ النَظَرَ/ الكَاعِبُ: الفَتَاةُ التي نَهَدَ ثَدْيُهَا وَبَرَزَ/ الأَرْبَاءُ: (جَمْعُ رَبْو) الرَوَابِي وَالتِلَال/ النَتَآتُ: (جَمْعُ نَتْأَةٍ) كُلُّ مَا ارْتَفَعَ وَانْتَفَخَ.
أَشْعَرْتُهَا أَنِّيْ عَلِقْتُ بِمَا رَمَتْ
في اليَمِّ نَاحِيَتِي مِنَ النَظَرَاتِ
اليَمُّ: البَحْرُ.
عَاجَلْتُهَا: أَوَتَرْغَبِيْنَ صَدَاقَةً
مَكْتُوْمَةً أَبَداً عَنِ النَسَمَاتِ؟
مَكْتُوْمَةٌ: مَخْفِيَّةٌ/ النَسَمَاتُ: (جَمْعُ نَسَمَة) النَاس.
مُتَزَوِّجٌ وَالهَمُّ قَضَّ مَضَاجِعِي
وَلَقَدْ سَئِمْتُ أَنَا مِنَ الزَوْجَاتِ
قَضَّ: هَدَمَ هَدْماً عَنِيْفاً/ المَضَاجِعُ: (جَمْعُ مَضْجَع) مَوَاضِعُ الرُقُوْد.
قَالَتْ أَجَلْ، وَتَبَسَّمَتْ: لِمَ لا تُرَا
سِلُنِي إِذاً بـِ"النَتِّ" عَبْرَ "الشَاتِ"؟
النَتُّ: شَبَكَةُ المَعْلُوْمَاتِ الإِلِكْتِرُوْنِيَّة، وَهِيَ اخْتِصَارٌ لِكَلِمَةِ "الإِنْتِرْنَتّ" الإِنِكِلِيْزِيَة/ الشَاتُ: التَخَاطُبُ كِتَابَةً عَبْرَ الإِنْتِرْنَتّ، وَهِيَ كَلِمَةٌ إِنْكِلِيْزِيَّة.
قُلْتُ اسْمَعِي، لَنْ تُجْدِيَنْ نَفْعَاً مُرَا
سَلَةٌ تُزِيْلُ الرُوْحَ مِنْ كَلِمَاتِي
لَنْ تُجْدِيَنْ نَفْعَاً: لَنْ تُجْدِيْ نَفْعَاً، وَقَدْ أُضِيْفَتْ عَلَى الفِعْلِ المُضَارِعِ "تُجْدِيْ" نُوْنُ التَوْكِيْد.
أَفَآلَةٌ بَكْمَاءُ قَادِرَةٌ عَلَى
إِسْمَاعِ مُلْهِمَتِيْ صَدَى آهَاتِي!
بَكْمَاءُ: خَرْسَاءُ/ الفَتَاةُ المُلْهِمَةُ: الفَتَاةُ التِي تُشَكِّلُ مَصْدَرَ وَحْيٍ لِلْعَاشِق.
هَا قَدْ دَنَوْتِ الآنَ مِنِّيْ خَطْوَةً
فَرَفَعْتِ زَافِرَةً بِلا تُكَآتِ
الزَافِرَةُ: خَشَبَةٌ تُرْفَعُ أُفُقِيّاً لِيَتَمَدَّد عَلَيْهَا عَرِيْشُ الكَرْمِ وَتُسْنَدُ بِالتُكَآت/ التُكَآتُ: (جَمْعُ تُكَأَة) مَا يُتَّكَأُ عَلَيْه وَيُسْتَنَدُ إِلَيْه.
ضَحِكَتْ وَهَا قَدْ ضَاءَ مِنْ فَمِهَا بَرِيْـــــــــــــــــ
ـــــــــــــــقُ اللُؤْلُؤَانِ فَزَيَّنَ الظُلُمَاتِ
ضَاءَ: أَنَارَ وَ أَشْرَقَ/ اللُؤْلُؤانُ: مَا كَانَ بِلَوْنِ اللُؤْلُؤِ في صِفَاتِهِ وَبَيَاضِهِ وَبَرِيْقِه (يُقَالُ: لَوْنٌ لُؤْلُؤَانٌ).
فَطَلَبْتُ مِنْهَا لَوْ تَزِيْدَّنَّ الدُجَى
مِنْ ثَغْرِهَا زَيْدَاً مِنَ الضِحْكَاتِ
الدُجَى: ظَلَامُ اللَيْل.
لِتُنِيْرَ لِيْ دَرْبَاً إِلَى أَبْوَابِهَا
فَأُدَفِّقَنَّ الكُوْزَ في الغُرُفَاتِ
دَفَّقَ الكُوْزَ: مُبَالَغَةٌ في فِعْلِ "دَفَقَ"، أَيْ صَبَّ بِشِدَّةٍ مَا في الكُوْزِ مِنْ مَاءٍ/ الكُوْزُ: إِنَاءٌ كَالإِبْرِيْق لَكِنَّه أَصْغَرُ مِنْهُ.
مَا لِيْ أَرَى غِمْدَاً بِلَا سَيْفٍ، دَعِيْ
السَيَّافَ يُغْمِدُ سَيْفَهُ بِثَبَاتِ!
الغِمْدُ: جَفْنُ السَيْفِ، أَيِ القَالَبُ الذي يُدْخَلُ السَيْفُ فِيْهِ لِيَسْهُلَ حَمْلُهُ وأَيْضَاً لِدَوَاعِي السَلَامَة/ السَيَّافُ: صَاحِبُ السَيْفِ وَ المُقَاتِلُ بِهِ.
جَوْعَى وَقِدْرُكِ فُرِّغَتْ مِنْ قُوْتِهَا
وَالزَادُ عِنْدِيْ يُبْشِمُ النَهِمَاتِ
جَوْعَى: جَائِعَة/ القِدْرُ: الإِنَاءُ الذي يُطْبَخُ فِيْه/ القُوْتُ: مَا يَأْكُلُهُ الإِنْسَانُ وَيَقْتَاتُ بِهِ/ الزَادُ: مَا يُتَّخَذُ مِنَ الطَعَامِ لِلسَفَر/ يُبْشِمُ: يُتْخِمُ ويُصِيْبُ بِالثِقَلِ مِنَ الأَكْلِ/ النَهِمَاتُ: (جَمْعُ نَهِمَة) مَنْ لَدَيْهِنَّ شَرَهٌ وإِفْرَاطُ الشَهْوَةِ في الأَكْل.
عَطْشَى إِلى مَاءٍ زُلَالٍ دَافِقٍ
وَالنَبْعُ عِنْدِيْ فَاضَ بِالدُفْقَاتِ
عَطْشَى: عَطْشَانَة/ مَاءٌ زُلَالٌ: عَذْبٌ صَافٍ يَمُرُّ سَرِيْعاً في الحَلْق/ دَافِقٌ: يَنْصَبُّ بِشِدَّة/ الدُفْقَةُ: الدَفْعَةُ الوَاحِدَةُ مِنَ المَاء.
غُصْنٌ تَدَاعَى مِنْ حُمُوْلِ ثِمَارِهِ
أَيُضِيْرُ غُصْنَاً مَنْ جَنَى الخَيْرَاتِ!
تَدَاعَى الغُصْنُ: مَالَ إِلى الأَسْفَلِ مِنَ الثِقَلِ دُوْنَ أَنْ يَنْكِسِر/ الحُمُوْلُ: (جَمْعُ حَمْل) ثَمَرُ الشَجَر/ يُضِيْرُ: يَضُرُّ.
بَيْتٌ كَمُلْكِ الوَقْفِ حُرِّمَ وَطْؤُهُ،
أَمِنَ الحَلَالِ القَفْرُ في الحُجُرَاتِ!
الوَقْفُ: مَا يُحْبَسُ في سَبِيْلِ اللهِ مِنْ مَالٍ وَأَمْلَاك/ الوَطْءُ: الدُخُوْل/ القَفْرُ: خُلُوُّ المَكَانِ مِنَ السُكَّان وَالزُوَّار/ الحُجُرَاتُ: (جَمْعُ حُجْرَة) غُرَفُ البَيْت.
مَلْعُوْبَةَ الثَغْرَيْنِ إِسْقِيْ ثَائِراً
لِيَفِيْضَ شِعْراً بَزَّ مُخْتَارَاتِي
ثَغْرٌ مَلْعُوْبٌ: ذُو لُعَابٍ (أَمَّا عَنِ الثَغْرَيْنِ الإِثْنَيْنِ فَالمَقْصُوْدُ بِهِمَا ثَغْرٌ لِلْفَتَاةِ في الأَعْلَى و"ثَغْرٌ " آخَرُ في الأَسْفَل)/ ثَائِرٌ: هَائِجٌ/ بَزَّ: غَلَبَ، تَفَوَّقَ عَلَى/ مُخْتَارَات: المَقْصُوْدُ بِهَا المُخْتَارَاتُ الشِعْرِيَّة.
آوِيْ إِلَيْكِ مُشَرَّداً، مُتَوَسِّلاً
مَأْوىً، فَلَا يُرْدِيْهِ عَصْفٌ آتِ
يُرْدِيْهِ: يَكْسِرُهُ/ العَصْفُ: شِدَّةُ الرِيْح/ آتٍ: مُقْبِل.
إِسْتَنْهِضِيْهِ، دَعِيْهِ يَدْخُلُ ثَابِتاً
لِيُزَيِّنَ الجُدْرَانَ بِاللَّوْحَاتِ
يَحْمِيْكِ مِنْ جُوْعِ الدُجَى وَعُطَاشِهِ
وَالرَوْضَ يَحْرُسُهَا بِغَيْرِ سُبَاتِ
الدُجَى: ظَلَامُ اللَيْل/ السُبَاتُ:النَوْم.
أَلْفَيْتُهَا تَدْنُوْ إِلَيَّ بِخَطْوَةٍ
حُبْلَى بِأَثْنَاءٍ وَمُنْعَطَفَاتِ
أَلْفَيْتُهَا: وَجَدْتُهَا/ أَثْنَاءٌ: (مُفْرَدُهَا ثِـنْيٌ)طَيَّاتٌ، أَيْ مَا يَتَعَوَّجُ مِنَ الجِسْمِ إِذَا تَثَنَّى وَتَمَايَلَ/ مُنْعَطَفَاتٌ: مُنْحَنَيَاتٌ ومُتَعَرِّجَات.
أَمَّا وَقَدْ دَنَتِ المَسَافَةُ بَيْنَنَا
وَتَفَاجَأَ العَاتِيْ بِمُنْحَنَيَاتِ
العَاتِيْ: المُتَمَرِّدُ، القَاهِرُ، الجَبَّار/ مُنْحَنَيَاتٌ: مُنْعَطَفَاتٌ.
فَلَقَدْ شَعَرْتُ بِوَهْجِ نَارٍ لَافِحٍ،
وَالشَوْقُ يُذكِيْ النَارَ بِالزَفَرَاتِ
نَارٌ لَافِحٌ: نَارٌ مُحْرِقَةٌ/ يُذْكِيْ النارَ: يُشْعِلُهَا ويُسَعِّرُهَا ويَزِيْدُ من لَهِيْبِـهَا/ الزَفَرَاتُ: (جَمْعُ زَفْرَة) مَا يُخْرِجُهُ الإِنْسَانُ مِنْ نَفَسٍ مَعْ مَدِّهِ إِيَّاهُ.
أَصْغَتْ إِلى شَاكٍ وَمَا يَشْكُوْ لَهَا
وَدَنَتْ بِرَابِيَةٍ وَمُنْحَدَرَاتِ
هــــ‘ـــــــــذِيْ الحُرُوْبُ اللَاتِ قَدْ أَشْعَلْتِهَا
قَدْ حَرَّضَتْ سَيْفاً عَلَى الصَوْلَاتِ
اللَاتِ: اللَاتِيْ، الَتِيْ/ الصَوْلَاتُ: (جَمْعُ صَوْلَة) الجَوْلَاتُ وَالحَمَلَاتُ في الحَرْب.
غَوَّصْتِهَا صِنَّارَةً في أَبْحُرِيْ
فَتَصَيَّدَتْ نَاياً بِلَا نَغَمَاتِ
غَوَّصَ: جَعَلَهُ يَغْطِسُ (في المَاء).
أَمَّا وَقَدْ نَضِجَ الإِنَاءُ بِمَا حَوَى
مُسْتَنْبِتاً زَرْعاً بِغَيْرِ نَبَاتِ
الإِنَاءُ: الوِعَاءُ لِلطَّعَامِ وَالشَرَاب/ إِسْتَنْبَتَ: جَعَلَهُ يَنْبُتُ.
وَالبِئْرُ فَارَتْ كَالدَمِيْعِ بِدَمْعِهَا
وَاغْرَوْرَقَ البُسْتَانُ بِالعَبَرَاتِ
الدَمِيْعُ: سَرِيْعُ البُكَاءِ كَثِيْرُ دَمْعِ العَيْنِ (يُقَالُ: إِمْرَاَةٌ دَمِيْعٌ وَرَجُلٌ دَمِيْعٌ)/ إِغْرَوْرَقَ: يُقَالُ "إغْرَوْرَقَتِ العَيْنُ أَي دَمَعَتْ كَأَنَّهَا غَرِقَتْ في دَمْعِهَا/ العَبَرَاتُ: (جَمْعُ عَبْرَة) الدُمُوْع.
وَتَلَاحَقَتْ أَنْفَاسُنَا مِنْ عَدْوِنَا
وَكَأَنَّنَا طِفْلَانِ في الغَابَاتِ
العَدْوُ: الجَرْيُ وَالرَكْض.
فَلَقَدْ عَزَمْتُ الأَمْرَ مُضْطَرّاً إلى
إِعْمَالِ سَيْفِيْ بَادِئاً غَزَوَاتِي
عَزَمَ الأَمْرَ: عَقَدَ ضَمِيْرَه عَلَى فِعْلِهِ، قَرَّرَ أَنْ يَفْعَلَهُ/ إِعْمَالُ الشَيْءِ: جَعْلُهُ عَامِلاً وفَاعِلاً.
وَالحَرْبُ تَبْدَأُ دَائِماً بِشَرَارَةٍ
وَمُنَاوَشَاتٍ تَعْقِبُ الأَزَمَاتِ
أَحْسَسْتُ أَنَّ قِرَابَهَا مُتَعَرَّقٌ
وَاحْمَرَّتِ الشَفَتَانُ كَالجَمَرَاتِ
القِرَابُ: الغِمْدُ الذِيْ يُغْمَدُ فِيْهِ السَيْفُ أَي يَتِمُّ إِدْخَالُهُ فِيْهِ/ مُتَعَرَّقٌ: مَبْتَلٌّ بِالمَاء.
مَا أَنْ غَمَزْتُ الكُعْبَ حَتَى اسْتَنْجَدَتْ
كَضَحِيَّةٍ تَسْعَى إِلى الإِفْلَاتِ
غَمَزَهُ: جَسَّهُ وَكَبَسَهُ بِاليَد/ الكُعْبُ: الثَدْيُ النَاهِد.
وَكَأَنَّهَا قَدْ صَوَّبَتْ نَحْوِيْ مُسَـــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــدَّسَهَا لِتُدْمِيْ القَلْبَ بِالطَلَقَاتِ
فَتَجَمْهَرَ الرُوَّادُ حَوْلِيْ كُلُّهُمْ،
كَالُوا لِيَ التَشْتَامَ وَاللَكَمَاتِ
الرُوَّادُ: الزَبَائِنُ في المَكَان/ كَالَ لَهُ: قَالَ كَلَاماً فِيْهِ شَتْمٌ، وَتَأْتِيْ أَيْضاً بِمَعْنَى وَزَنَ أَوْ قَاسَ لَه مِقْدَاراً مُعَيَّناً/ التَشْتَامُ: الشَتْمُ وَالسُبَابُ/ اللَكَمَاتُ: (جَمْعُ لَكْمَة) اللَطْمَة بِجَمْعِ الكَفّ.
فَتَوَرَّمَتْ عَيْنِيْ وَكُسِّرَ سَاعِدِيْ
وَارْتَضَّتِ الأَضْلَاعُ بِالرَكَلَاتِ
كُسِّرَ: كُسِرَ، أَمَا التَشدِيْد فَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَكْثِـيْر/ إِرْتَضَّ: تَكَسَّرَ/ الرَكَلَاتُ: (جَمْعُ رَكْلَة) الضَرْبُ بِرِجْلٍ وَاحِدَة.
"خَضْرَا الشَرِيْفَةَ" مَا قَصَدْتُ إِهَانَةً
لِلْعِرْضِ أَوْ هَتْكاً مِنَ الهُتُكَاتِ
خَضْرَا الشَرِيْفَةُ: (أَوْ خَضْرَاءُ الشَرِيْفَةُ) بَطَلَةٌ مِنْ أَبْطَالِ السِيْرَةِ الشَعْبِيَّة لِبَـنِيْ هِلَال(السِيْرَةُ الهِلَالِيَّة)، وَهِيَ إِبْنَةُ حَامِي الحَرَمَيْنِ وحَامِلِ مُفْتَاحِ الكَعْبَة ، يَـتَزَوَّجُ بِهَا الأَمِيْرُ "رِزْقُ" وَتُنْجِبُ مِنْهُ "أَبَا زَيْدٍ الهِلَالِيّ"، إِلَّا أَنَّهُ يُنْكِرُ نَسَبَ ابْنِهِ وَيَتَّهِمُهَا بِالزِنَا، ثُمَّ في النِهَايَةِ يَعْتَرِفُ بِبَرَاءَتِهَا / العِرْضُ: الجَسَدُ، وَأَيْضاً مَا يَفْتَخِرُ بِهِ الإِنْسَانُ مِنْ حَسَبٍ أَوْ شَرَف/ الهَتْكُ: عَادَةً مَا يَخُصُّ السَتْرَ أَوِ الثَوْبَ، وَهَتْكُ السَتْرِ أوِ الثَوْبِ هُوَ خَرْقُهُ أَوْ شَقُّهُ أَوْ جَذبُهُ وقَطعُهُ، مَا يُؤدِّي إِلى ظُهُوْرِ مَا وَرَاءَه مِنْ عِرْيٍ، وَهَتْكُ العِرْضِ عَادَةً مَا يَكُوْنُ لِغَرَضٍ جِنْسِيٍّ إِمَّا بِلَمْسِ جَسَدِ الآخَرِ أَوْ بِكَشْفِ سَتْرِهِ أَوْ بِالكَلَام، وَمَا إِلى هُنَالِك/ الهُتُكَاتُ: (جَمْعُ هُتْكَة) الإِسْمُ مِنْ هَتْكِ السَتْر.
أَغْرَيْتِنِيْ فَرَأَيْتِنِيْ ثُخِّنْتُ مِنْ
جُرْحٍ شَهـِيٍّ يُشْعِلُ الشَهَوَاتِ
أَغْرَى: أَغْرَاهُ بِكَذَا أَيْ حَضَّه عَلَيْهِ وَجَعَلَهُ يُوْلَعُ بِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْمِلُهُ عَلَيْهِ حَامِلٌ/ ثُخِّنَ: جُعِلَ صَلْباً/ الشَهَوَاتُ: (جَمْعُ شَهْوَة) الرَغْبَةُ الجَامِحَةُ في الحُصُوْلِ عَلَى اللَذَّة.
وَلَعَنَتُ دُنْيَانَا التي نَحْيَا بِهَا
بِمُفَارَقَاتٍ جَمَّةٍ نَكِرَاتِ
مُفَارَقَةٌ: تَبَايُنٌ وًانْفِصَالٌ عَنِ الوَاقِع/ جًمَّةٌ: كَثِيْرَةٌ/ النَكِرَة: مَا هُوَ نَقِيِضُ المَعْرِفَةِ، أَيْ بِمَعْنَى الأَمْرِ المَرْفُوْضَ لِمَا يَحْوِيْهِ مِنْ جَهْل.
حَوَّاؤُنَا مُنْذُ الزَمَانِ الغَابِرِ
تَأْتِيْ بِإِغْرَاءٍ بِلَا إِثْبَاتِ
حَوَّاؤُنَا: المَقْصُوْدُ أُنْثَى البَشَر.
فَتُمَارِسُ الإِغْرَاءَ سِرّاً إِنَّمَا
في النُوْرِ تَغْدُوْ رَبَّةَ العَفَّاتِ
العَفَّاتُ: (جَمْعُ عَفَّة) أَيِ العَفِيْفَاتُ اللَاتِي لَا يُمَارِسْنَ الجِنْسَ خَارِجَ إِطَارِ الزَوَاج.
فَالخَوْفُ وَالكَبْتُ اللَعِيْنُ غِذَاؤُهَا
كَالدَمِّ يَجْرِيْ في عُرُوْقِ الذَاتِ
الكَبْتُ: عَدَمُ إِخْرَاجِ مَا يَعْتَمِرُ في النَفْسِ مِنْ مَشَاعِرَ مُخْتَلِفَةٍ، وَالمَقْصُوْدُ هُنَا الرَغَبَاتُ الجِنْسِيَّة/ عُرُوْقُ الذَاتِ: أي شَرَايِيْنُ وَأَوْرِدَةُ أَجْسَادِنَا.
إِنَّ العَفَافَ تَكَاذُبٌ نَبْتَزُّهُ
كَالدَرِّ نَحْلِبُهُ مِنَ اللَبِنَاتِ
العَفَافُ: مَا يُسَمَّى بِطَهَارَةِ الجَسَد/ التَكَاذُبُ: هُوَ أَنْ يَكْذِبَ كُلُّ طَرَفٍ عَلَى الآخَر/ نَبْـتَزُّ: إِبـْتَزَّ مِنْهُ الشَيْءَ أَيِ اسْتَلَبَهُ قَهْراً/ الدَرُّ: اللَبَن/ اللَبِنَاتُ: مُفْرَدُهَا "لَبِيْنَةٌ" أَيْ ذَاتُ اللَبَنِ (المُرضِعَةُ مِنَ النِسَاءِ ومِنْ بَاقِي الحَيَوَانَاتِ الثَدْيِيَّة).


***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق