الصفحة الرئيسة

2013/01/27

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي- تغريد البلبل حلال.. وعزف عمار الشريعي على العود حرام!

كارثة الكوارث تكمن هنا، في أنَّ مَنْ سرقوا ثورات الربيع العربي بدعمٍ أميركي لا يستمعون إلى الموسيقى، والكارثة الكبرى أنَّ الموسيقى عندهم حرام! فعن أي ربيعٍ نتحدَّث وقد أنتج أنظمةً تحرِّم الموسيقى، وبأيِّ ربيعٍ نتأمَّل طالما أنَّ الطاقم الحاكم الجديد أمضى كلُّ فردٍ منهم حياته وقد غاب سماع الموسيقى والأغاني عن أذنيه.. من هنا يحق لنا أن نسأل عن ماهية التكوين النفسي والحِسِّي والعاطفي والوجداني والذَوقي عند هؤلاء الحكام الجدد!


إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً



كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا






بعدما تحوَّل الربيع العربي إلى بزرميط إسلامجي
تغريد البلبل حلال..
وعزف عمار الشريعي على العود حرام!




حسين احمد صبرا
كارثة الكوارث تكمن هنا، في أنَّ مَنْ سرقوا ثورات الربيع العربي بدعمٍ أميركي لا يستمعون إلى الموسيقى، والكارثة الكبرى أنَّ الموسيقى عندهم حرام! فعن أي ربيعٍ نتحدَّث وقد أنتج أنظمةً تحرِّم الموسيقى، وبأيِّ ربيعٍ نتأمَّل طالما أنَّ الطاقم الحاكم الجديد أمضى كلُّ فردٍ منهم حياته وقد غاب سماع الموسيقى والأغاني عن أذنيه.. من هنا يحق لنا أن نسأل عن ماهية التكوين النفسي والحِسِّي والعاطفي والوجداني والذَوقي عند هؤلاء الحكام الجدد! والكارثة الأكبر تكمن في أنَّ هؤلاء إنما استبدلوا الموسيقى والأغاني التي ربت عليها شعوب العالم أجمع عبر التاريخ القديم والحديث بموسيقى وأناشيد دينية وحزبية هي نسخة طبق الأصل عن نعيق الغربان! والطامة الكبرى أنَّ هؤلاء الحكام الجدد يريدون أن يفرضوا ثقافة نعيق الغربان على شعوبهم بالقوة والذراع والقهر والتسلُّط والجبروت..

في مصرَ (أُمِّ الدنيا وأُمِّ الفنون)، وكعادة الإخوان المسلمين، الذين سرعان ما أطلق عليهم الشعب المصري تسمية "الإخوان الكذابين"، فإنهم في الأشهر الأولى التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير مارسوا المسْكَنة لغاية أن يسيطروا على الأمكِنة والأزمِنة، فزار وفدٌ منهم موسيقار القرن الواحد والعشرين الراحل الكبير عمار الشريعي في 17/ 12/ 2011 وأهداه عوداً كبادرة حسن نية تجاه الفن المصري وتطميناً للفنانين ! الوفد أرسلَتْهُ ما تسمَّى باللجنة الفنية في جماعة الإخوان المسلمين يرافقهم ممثل عن لجنة العلاقات العامة في حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان، واللافت أنَّ مسؤول اللجنة الفنية في الإخوان إسمه سيد درويش، وقد صرَّح سيد درويش هذا عقب اللقاء قائلاً بالحرف: "إنَّ هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة زياراتٍ لتوضيح موقف الجماعة المستنير من الفن والفنون ورغبتها في إقرار نهضةٍ في الفن المصري، الذي شهد تراجعاً كبيراً في عهد الإستبداد، واستحضار ملامح زمن الفن الجميل".. أما الموسيقار عمار الشريعي فقد أعرب من جانبه عن إعجابه وثقته بالرؤية المعتدلة والراقية للإخوان المسلمين للفن، واصفاً هذه الرؤية بأنها صاحبة رسالة.. (سئل الشيخ السلفي المرشَّح لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو اسماعيل في مقابلة مع قناة "الحياة" التلفزيونية عن رأيه في زيارة الإخوان المسلمين إلى الفنانين وإهدائهم عوداً لعمار الشريعي، فابتسم وقال: "هُمَّ أحزاب حُرِّين يعملوا اللي يعملوه".. ولما سئل إن كان مستعداً لأن يهدي الشريعي عوداً أو طبلة، ضحك قائلاً: "لا، لأنه ليس عندي ولن أشتري، ولكن أعطيه ساعة أو كتاب")..
هذه التطمينات الإخوانية هي التي دفعت الموسيقار الراحل إلى أن يصرِّح بعد شهرٍ واحدٍ من هذا اللقاء، قائلاً في 15/ 1/ 2012 إنه ليس قلقاً على مصر تحت حكم الإخوان المسلمين بناءً على معرفته ببعض قياداتهم وعلى "التطمينات" التي سمعها من الوفد الذي زاره وتحاور معه وأهداه عوداً.. إلا أنَّ الشريعي قال في الوقت نفسه إنه لا يأمَن على الفن من السلفيين، الذين قالوا إنَّ تغريد البلبل حلال وعزف عمار الشريعي على العود حرام، مؤكداً أنَّ الفيصل بيننا وبين هذه التيارات الدينية هي التجربة، وما دمنا قد اخترنا الديمقراطية فعلينا احترام نتائجها، فإذا أثبتت التجربة فشلَها فهناك صناديق الإقتراع مرةً أخرى وهناك أيضاً ميدان التحرير..
جديرٌ بالذكر أنَّ عام 2010 كان قد شهد تطاولاً على الموسيقار الشريعي وتكفيراً له من قبل بعض الدعاة السلفيين، الذين قال أحدهم في شريطٍ مسجَّل على الكاسيت إنَّ تغريد البلبل حلال وعزف عمار الشريعي على العود حرام، بل وأهدر إمامُ أحد جوامع المعادي دمَه لأنَّ الشريعي في برنامجه "غواص في بحر النغم" ذكر لفظ الجلالة في مواضع "الفجور"، ذلك أنَّ الشريعي يقول "الله الله الله" حينما يستمع إلى غناء أم كلثوم! وهذا ما دفع بالشريعي إلى القول في حوارٍ معه أجرته صحيفة "الأهرام اليومي" في 3/ 9/ 2010 بأنه خائفٌ على مصر، وردَّ على مكفِّريه قائلاً: "أنا مش فاهم مين يحق له أن يكفِّرني غير اللي خالقني؟! هؤلاء يحاولون إلغاء عقولنا ووجودنا وكياننا وقدرتنا على الحب والتفكير والحياة ومشاركتنا في الحضارة الإنسانية".

التلفزيون المصري يمنع الغناء بأمرٍ من الإخوان!


إذاً، تعمَّد الإخوان المسلمون قبل فوز واحدٍ منهم في إنتخابات رئاسة الجمهورية وما أعقب ذلك من "تكويشهم" على السلطة، تعمَّدوا المسكنة وإبداء التطمينات وحسن النوايا وفرش الأرض رملاً ريثما يتسنى لهم أن يأخذوا البلاد والعباد على "خوانة"! إنَّ هؤلاء "الخوانة الكذابين"  قد بيَّتوا نواياهم المعروفة أصلاً للجميع والهادفة إلى هدم الفن المصري عن بكرة أبيه ضمن خطتهم هَدْمَ مصرَ دولةً ودوراً وحضارةً، وبعد "تكويشهم" على السلطة بدأت هذه النوايا تأخذ طريقها إلى التنفيذ الفوري ودون إضاعة أي وقت! وبما أنَّ حديثنا الآن يقتصر على الموسيقى والغناء، وبعدما قرأنا قبل قليل عما ادعاه وفد الإخوان، الذي زار الشريعي، من موقفهم "المستنير" من الفن والفنون ومن رغبتهم في إقرار "نهضةٍ" في الفن المصري ومن نيتهم في استحضار ملامح "زمن الفن الجميل"، فإنه وبعد عامٍ كاملٍ على زيارة الإخوان المسلمين إلى عمار الشريعي ونثرهم للتطمينات يمنةً وشمالاً، وبعد أن تمكَّنوا من مفاصل السلطة بدءاً من رئاسة الجمهورية والحكومة والإعلام الذي أَخْوَنُوه والقضاء الذي حاصروه والدستور الذي فرضوه والإقتصاد الذي عطَّلوه والسياحة التي ضربوها، جاء الآن دور الموسيقى والغناء! ففي أواسط شهر كانون الأول/ ديسمبر 2012 أصدر وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود أوامره إلى إتحاد الإذاعة والتلفزيون بمنع بث جميع الأغاني العاطفية من على شاشات جميع القنوات التلفزيونية الحكومية وعددها 23 قناةً، أما البرامج الغنائية (وبرنامج عمار الشريعي "غواص في بحر النغم" هو واحدٌ منها لا بل وأبرزها وأهمها على الإطلاق) فقد تمَّ ترحيل مواعيد عرضها إلى ما بعد الثانية من بعد منتصف الليل حيث يكون المصريون في سابع نومة!! فما هي حجة الإخوان المسلمين؟!
الحجة هي في أنَّ عرض الأغاني العاطفية لا يتناسب مع المرحلة الحالية ومع ما تمر به البلاد من أحداث.. ولِذَرِّ الرماد في العيون فقد تلطَّى الإخوان المسلمون وراء سماحهم بإذاعة الأغاني الوطنية فحسب! فما هي مخاطر قرارٍ كهذا معادٍ للموسيقى والغناء بل ومعادٍ للفن المصري ككل؟!
المخاطر كارثية لأنَّ ذلك معناه ضرب الفن المصري في الصميم.. فالآن بات أعمال كل أساطين ونجوم الموسيقى والغناء والطرب المصريين عبر أكثر من مائة عام ممنوعة بالكامل من العرض من على شاشات التلفزيون المصري الحكومي، الذي هو ملكٌ للمصريين جميعاً وليس ملكاً للإخوان المسلمين.. فهل خطر على بال أحدٍ منكم أنَّ أغاني سيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد وشادية ووردة وفايزة أحمد ومحمد فوزي ومحمد عبد المطلب وعبد العزيز محمود ومحمد قنديل وكارم محمود ومحمد رشدي، وصولاً إلى علي الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعمرو دياب وإيهاب توفيق وأنغام وآمال ماهر وتامر حسني وغيرهم الكثيرين ممن لا تتسع المساحة لذكرهم... هل خطر على بال أحدٍ منكم أن يتم منع إذاعة أغاني كل هؤلاء من على شاشات التلفزيون المصري في يومٍ من الأيام، اللهم إلا في ظل حكم تُجَّار الدين؟! وأما بالنسبة لعمار الشريعي تحديداً، فقد أهداه الإخوان المسلمون العود بيدهم اليمنى بينما منعوا إذاعة كل الأغاني العاطفية التي لحَّنها بيدهم اليسرى، ناهيك عن ترحيلهم عرض برنامجه الشهير "غواص في بحر النغم" (في حال كان ما يزال يُعرض) إلى ما قبل أذان الفجر بقليل!
فهل تدرون مدى حجم الكارثة التي تنتظر الفن المصري وفي طليعته الموسيقى والغناء إذا ما كان الحاكم الفعلي في مصر الآن التاجر الشاطر المليادير خيرت الشاطر يصرِّح علناً بأنه لا يستمع إلى الأغاني وبأنه لا يشاهد المسرح ولا السينما ولا التلفزيون وبأنه أصدر أمراً إلى موظفيه بألا يشاهدوا هذه الأشياء!!
والسؤال الآن: هل سيكتفي الإخوان المسلمون بمنع الموسيقى والغناء من على شاشات التلفزيون؟! ومن قال لكم إنهم سيكتفون؟! فالآن تمَّ منع الموسيقى والغناء في التلفزيون المصري وغداً سيتم منع الأغاني في الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية! الآن تمَّ منع الموسيقى والغناء في التلفزيون المصري وغداً سيتم منع الموسيقى والغناء في الإذاعة المصرية! الآن تمَّت الإستعاضة عن الأغاني العاطفية بالأغاني الوطنية وغداً ستتم الإستعاضة عن الأغاني الوطنية بالأناشيد الدينية! الآن تمَّ منع أغاني فن الزمن الجميل وغداً سيُشنِّف الإخوان المسلمون آذاننا بنعيق الغربان!


الحديث السابق:

الحديث التالي:
-صحافة المصريين على مذبح الإخوان المسلمين!


(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 28 كانون الثاني/ يناير 2013، العدد رقم 1580).

شاهد في الأسفل صوراً لعمار الشريعي قمنا بالتلاعب فنياً عليها بواسطة البرنامج المجاني فوتو مانيا (PhotoMania).. ثم استمع إلى تسجيلاتٍ لبعض أعماله الموسيقية في المسلسلات المصرية.




فهرس كتاب:
(تأليف: حسين احمد صبرا)
***************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
****************************************************************************
********************************************************************************
إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:





























































موسيقى بداية مسلسل رأفت الهجان




موسيقى نهاية مسلسل رأفت الهجان




موسيقى بداية مسلسل الشهد والدموع (الجزء الأول)




موسيقى نهاية مسلسل الشهد والدموع (الجزء الأول)




موسيقى بداية مسلسل أبو العلا البشري (الجزء الأول- غناء علي الحجار)




موسيقى نهاية مسلسل أبو العلا البشري (الجزء الأول- غناء علي الحجار)




موسيقى بداية مسلسل أبو العلا البشري (الجزء الثاني- غناء محدت صالح)




موسيقى نهاية مسلسل أبو العلا البشري (الجزء الثاني- غناء مدحت صالح)




موسيقى بداية مسلسل أرابسك




موسيقى نهاية مسلسل أرابسك




موسيقى بداية مسلسل زيزينيا (الجزء الأول)




موسيقى نهاية مسلسل زيزينيا (الجزء الثاني)





موسيقى بداية مسلسل إمرأة من زمن الحب




موسيقى نهاية مسلسل إمرأة من زمن الحب




موسيقى بداية مسلسل أميرة في عابدين




موسيقى نهاية مسلسل أميرة في عابدين




موسيقى بداية مسلسل أوبرا عايدة




موسيقى بداية مسلسل حديث الصباح والمساء




موسيقى نهاية مسلسل حديث الصباح والمساء




موسيقى بداية مسلسل هارون الرشيد




موسيقى نهاية مسلسل هارون الرشيد



موسيقى بداية مسلسل حدائق الشيطان




موسيقى نهاية مسلسل حدائق الشيطان




موسيقى بداية مسلسل شرف فتح الباب




موسيقى نهاية مسلسل شرف فتح الباب




موسيقى بداية مسلسل الرحايا




موسيقى نهاية مسلسل الرحايا




موسيقى بداية مسلسل أم كلثوم




موسيقى نهاية مسلسل أم كلثوم




موسيقى بداية مسلسل إسماعيل ياسين- أبو ضحكة جنان




موسيقى نهاية مسلسل إسماعيل ياسين- أبو ضحكة جنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق