التقرير الخامس لبوريس نيمتسوف:
"بوتين لص"/ الفصل الثاني: بوتين وأصدقاؤه المليارديرات.
إنزل إلى أسفل لمتابعة القراءة
الكتاب الأبيض لبوريس نيمتسوف – التقرير الخامس:
بوتين لص
(موسكو – 2011)
(العنوان الأصلي: بوتين والفساد)
تأليف:
بوريس نيمتسوف
(النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الإتحاد الروسي
عامي 1997 – 1998)
فلاديمير ميلوف
(نائب وزير الطاقة في روسيا عام 2002)
ف. ريجكوف
أو. شورينا
نقله من الروسية إلى الإنكليزية: ديفيد إيسّيل (2011)
نقله من الإنكليزية إلى العربية: حسين احمد صبرا (2016)
Путин.
Коррупция
PUTIN.
CORRUPTION.
CORRUPTION.
AN
INDEPENDENT WHITE PAPER
Moscow 2011
Moscow 2011
Editorial board
V.Milov, B. Nemtsov, V. Ryzhkov, O. Shorina
V.Milov, B. Nemtsov, V. Ryzhkov, O. Shorina
(Translated
from the Russian to the English by Dave Essel (2011
(Translated
from the English to the Arabic by Hussein Ahmad Sabra (2016
الإهداء من قبل حسين احمد صبرا:
إلى روح الشهيد بوريس نيمتسوف،
زعيم المعارضة الروسية الذي كان من المفترض أن يكون هو رئيس روسيا عام 2000 بدلاً
من بوتين، والذي اغتاله بوتين بالقرب من أسوار الكرملين في 27 شباط/ فبراير 2015.
الفصل الثاني
بوتين وأصدقاؤه المليارديرات
بوريس نيمتسوف
فلاديمير ميلوف
ف. ريجكوف
أو. شورينا
إنَّ أعضاء مشروع مساكن "أوزيرو
داتشا" ليسوا الوحيدين الذين صنعوا ثرواتهم من هذا المشروع بفضل كونهم
أصدقاءَ أو معارفَ لبوتين. في هذا الفصل سوف نوجز قصة السيد جينادي تيمتشنكو، وهو
صديقٌ قديم لبوتين، والأخوين روتنبرج، اللذين عرفا بوتين منذ كانا شابين يمارسان
معه لعبة الجودو.
إجتمع بوتين أولاً بجينادي تيمتشنكو في
أواخر ثمانينيات القرن العشرين. في ذلك الوقت عمل تيمتشنكو في مصفاةٍ لتكرير النفط
حيث كانت لديه وظيفة بمستوىً متدنٍّ في دائرة تجارية، وقد تضمَّن عمل تيمتشنكو
مشاركته في تنظيم مبيعات النفط إلى الخارج. إنَّ أول عمل اشترك فيه تيمتشنكو
وبوتين معاً بدأ عندما كان الرئيس المقبل (أي بوتين) نائباً لعمدة بطرسبورج –
سوبتشاك – ويرأس قسم العلاقات الخارجية، وكان ذلك في التسعينيات عندما كانت الظروف
صعبة، حيث لم يكن في البلاد ما يكفي من الغذاء والدواء والسلع الإستهلاكية. ومن
خلال جهود سوبتشاك تمكَّنَ مكتب عمدة بطرسبورج من الحصول على الحق في تصدير
المعادن والنفط مقابلَ الغذاء.
لقد تمَّ إنشاء شركة تسمَّى
"جولدن جيت"(*). كان مؤسسوها إدارة
العلاقات الخارجية في مجلس بلدية بطرسبورج (وهي الإدارة التي كان يرأسها بوتين)
وعناصر من مجموعة تيمتشنكو. وبعد ذلك بوقتٍ قصير باعت الشركة 100 ألف طن من
المنتجات النفطية بلغت قيمتها في تلك الأيام 70 مليون دولار. ومع ذلك لم يأتِ أيُّ
شيء إلى بطرسبورج مقابل هذا التبادل(**).
_______________________________________
(*) المصدر: صحيفة
"فايننشل تايمز"، 15/ 5، 2008.
(**) المصدر: بوتين – الحليف
السري، مَلِكُ تجارة النفط، صحيفة "وُل ستريت جورنال"، 6/ 11/ 2008،
"فايننشل تايمز"، 15/ 5/ 2008.
_______________________________________
قامت مجموعة من أعضاء مجلس المدينة
ترأستها مارينا ساليي بتأسيس لجنة للتحقيق في صفقاتٍ احتيالية على صلة بأنشطة
بوتين الإقتصادية الخارجية ومكتب رئيس بلدية بطرسبورج، وقد قام الصحافي أ. بارابانوف
بنشر النتائج، إلا أنه لم يُصَر إلى رفع أي دعوى قضائية.
في غضون ذلك واصل تيمتشنكو التجارة في
النفط، وفي عام 1999 تمَّ نقلُهُ إلى فنلندا. إنه ما يزال تاجراً نفطياً غيرَ
معروفٍ تماماً، ووفقاً لسجلات الضرائب الفنلندية فقد بلغ دَخْلُهُ في ذلك العام
إلى 327 ألف يورو. على أنه بعد وصول بوتين إلى السلطة (عام 2000) بدأت أعمال
تيمتشنكو التجارية تزداد بشكلٍ كبير، وبحلول عام 2000 أعلن أنَّ دَخْلَهُ في ذلك
العام بلغ 1,5 مليون يورو، وفي عام 2001 بلغ ما يقرب من 5 ملايين يورو.
في عام 2008 أصبح إسم تيمتشنكو في
قائمة مجلة "فورْبس" للمليارديرات عن ثروةٍ بلغت 2,5 مليار دولار. وفي
أحدث تصنيف لمجلة "فَيْننس" عن المليارديرات الروس في شباط/ فبراير 2011
فإنَّ تيمتشنكو احتلَّ المرتبة 17 عن ثروةٍ تُقَدَّر بــــ271 مليار روبل (10
مليار دولار).
إنَّ السبب في ارتفاع هذا التاجر البطرسبورجي
المغمور إلى هذه المكانة يكمن في الحجم الهائل من صادرات النفط ومنتجاته. وهذا
الرجل – كمواطنٍ فنلندي وكدافع ضرائبٍ سويسري – يسيطر على أكثر من ثلث صادرات
روسيا من النفط(*).
_______________________________________
(*) المصدر: (Come in/ يحدث الآن)، الحلقة رقم 3، صحيفة "فيدوموستي"، 11/ 1/
2011. رجُلُنا هذا الأسبوع: جينادي تيمتشنكو، صحيفة "فيدوموستي"، 28/ 6/
2010.
_______________________________________
من الملاحظات الخاصة الهامة هي تلك
الحقيقة أنَّ تيمتشنكو يتاجر بالنفط بشكلٍ رئيس من خلال الشركات النفطية المملوكة
من قبل الدولة "روس نفط" و"غازبروم نفط" زائداً
"سورجوت"، وهي الشركات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحكومة(*).
_______________________________________
(*) المصدر: مفوَّض النفط
الجديد، صحيفة "فيدوموستي، 30/ 11/ 2007.
_______________________________________
***
إعتباراً من عام 2007 تُصَدِّر شركات
تيمتشنكو من 60 إلى 90 طناً من النفط وتكسب نحو 80 مليار دولار. وعلاوةً على ذلك
فإنَّ شركاتُهُ تحظى بالرعاية الأولى من قبل الدولة. وعندما كانت روسيا في صراعٍ
مع إستونيا فإنَّ جميع الشركات المُصَدِّرة واجهت فجأةً صعوبةً كبيرة في نقل
المنتجات النفطية من خلال ذلك البلد، باستثناء شركات تيمتشنكو(*). وعلى الرغم من حجم النزاع الدولي فإنَّ السلطات
الروسية لا تضع عراقيل في طريق تصدير تيمتشنكو للنفط.
______________________________________
(*) المصدر: حليف بوتين
السري ومَلِك تجارة النفط، صحيفة "وُل ستريت جورنال، 11/ 6/ 2008.
______________________________________
الجميع يعلم أنَّ القرارات المتعلِّقة
بالصادرات من الشركات المملوكة من قبل الدولة هي إلى حدٍّ كبير من صلاحبات الرئيس
والحكومة. وبما أنَّ النفط هو مَوْرِدٌ استراتيجي لروسيا فإنَّ الحكومة تُبقي
عينها مفتوحة بشأن المسائل المتعلِّقة به. إذا، كيف وعلى أي أساس تمَّ اختيار
تيمتشنكو ليكون قناةً للنفط الروسي المؤمَّم، وأي دور لعبه بوتين في هذه المسألة؟
هذا ما سيتم شرحه في يومٍ من الأيام جنباً إلى جنب مع كيفية قيام تيمتشنكو ببيع
النفط من خلال شركة "يوكوس" (Yukos) السابقة، وكيف حدث أن كان واحداً من مؤسسي
مجموعة "بَيْكال فيْنَنس" (BaikalFinansGroup) سيئة السمعة والتي من خلالها وضعت شركة
"روس نفط" يدها على "يوكوس"(*).
_______________________________________
(*) المصدر: صحيفة
"لوموند"، 11/ 7/ 2007] (راجع ما كتبه المعرِّب عن "يوكوس"
و"بَيْكال فَيْنَنس" تحت عنوان: "بوتين تحوَّل إلى قيصر النفط في روسيا بعدما
تخلَّص من معارضه ميخائيل خودوركوفسكي").
___________________________________________
هذه الشركة (أي بَيْكال فَيْنَنْس)،
التي تمَّ تأسيسها بين ليلةٍ وضحاها، والتي سجَّلت عنواناً لها في مدينة تفير
(الروسية) ولم يكن سوى موقع بار "لندن"، ما تزال لغزاً حتى يومنا هذا.
وكل ما قاله بوتين عنها هو أنَّ مؤسسيها معروفون بالنسبة إليه ومضى عليهم في تجارة
النفط زمنٌ طويل(*).
_______________________________________
(*) المصدر: بوتين يُفصح
عمَّن يقف وراء الشركة التي اشترت شركة "يوجانسك"، صحيفة
"لينتا" الروسية، 21/ 12/ 2004.
_______________________________________
إنَّ تيمتشنكو هو بالطبع أحد المساهمين
الرؤساء في بنك "روسيا"، جنباً إلى جنب مع السيد كوفالتشوك. هذا البنك،
الذي كان سابقاً بنكاً بطرسبورجياً غير مهم، هو الآن يسيطر على أغلبية الأصول
السيَّالة لشركة "غازبروم" ("غازبروم بنك"، "غازبروم –
ميديا"، "غازفوند"، "سوغاز"، والكثير غيرها). إنَّ
تيمتشنكو وكوفالتشوك اكتسبا السيطرة على كل ذلك مقابل لا شيء عملياً، لا مناقصات
ولا عطاءات، لا شيءَ قط. وشركة "غازبروم"، المملوكة من قبل الدولة
ويسيطر عليها بوتين، قد أُسقِطَتْ في حِجْرِ تيمتشنكو وحِجْرِ زملائه المساهمين
كهديةٍ فخمة تُقَدَّر قيمتُها بمليارات الدولارات. أما لماذا يجب على مليارات
"غازبروم" أن تذهب إلى كوفالتشوك وتيمتشنكو، فهذا ما يزال لغزاً بحد
ذاته.
حتى وقتٍ قريب استُخدِمَتْ شركات
تبمتشنكو للبناء في الحصول على طلباتٍ بمليارات الروبلات من أجل مشاريع
"غازبروم" للبناء. هذا الإمتياز أُعطي أيضاً إلى صديقَي بوتين الآخرَين:
الأخوين روتنبرج (أُنظر أدناه). بيد أنَّ تيمتشنكو لم يتأذَّى من ذلك، فهو الآن
واحد من المقاولين الرؤساء لشركتَي "روس نفط" و"ترانس نفط"
المملوكتَين من قبل الدولة(*).
________________________________________
(*) المصدر: الإحتفاظ بأشياء
ثابتة، صحيفة "كومرسانت"، 14/ 12/ 2011؛ شبكات تيمتشنكو، صحيفة
"فيدوموستي، 27/ 4/ 2010.
________________________________________
وبالإضافة إلى كل هذا فإنَّ تيمتشنكو
هو أكبر مساهم في شركة "نوفاتيك"، أكبر منتج للغاز في روسيا بعد
"غازبروم". وتتمتَّع هذه الشركة بمعاملة تفضيلية فريدة من قبل الدولة.
وكما هو معروف فقد أقرَّت روسيا احتكار الدولة على صادرات الغاز بحيث يمكن
لــ"غازبروم" فقط أن تصدِّر الغاز إلى الخارج، مع أنَّ استثناءً قد
خُصَّ به تيمتشنكو بحيث يستطيع شركة "نوفاتيك تصدير الغاز بموجب اتفاقٍ إسمي
مع شركة "غازبروم"! وفي عام 2010 باعت شركة "غازبروم"
المملوكة من قبل الدولة حصةً بنسبة 9,4% من "نوفاتيك" إلى شركات
تيمتشنكو. لا شيءَ غير عادي في ذلك إلا شيء واحد وهو السعر: فلقد بيعت أسهم
"غازبروم" بــــ 1,9 مليار دولار، أي أقل من قيمتها السوقية بــــ 1,3
مليار دولار، ما جعل تيمتشنكو وشركاءه أكثر ثراءً من ذي قبل بهذا المبلغ نفسه على
حساب الدولة الروسية (غازبروم).
***
يمكننا أن ننعم بإثارةٍ أكثر من
النوعية نفسها عند النظر إلى تطور الأعمال التجارية للأخوين روتنبرج، أركادي
وبوريس، فالإثنان مارسا معاً لعبة الجودو مع بوتين في الستينيات. وفي وقتٍ لاحق
أصبح أركادي روتنبرج رئيس نادي "يافارا – نيفا" الرياضي، بحيث أنَّ
بوتين هو رئيسه الفخري، ونعود مرةً أخرى إلى تيمتشنكو لنجد أنه واحد من مؤسسي هذا
النادي!(*).
_______________________________________
(*) المصدر: الحب الأخوي
والمشاركة في "غازبروم"، صحيفة "فيدوموستي"، 9/ 3/ 2010.
_______________________________________
بيد أنَّ ما يربط بوتين بالأخوين
روتنبرج ليس مجرد رياضة ولا نشوء شبَّانٍ معاً، ذلك أنَّ الأخوين روتنبرج قد
تحوَّلا من صاحبَي مشاريع غير معروفة في التسعينيات إلى صاحبَي المليارات من
الدولارات، وإلى أكبر مورِّد لأنابيب الغاز إلى شركة "غازبروم"، وإلى
مقاولَي تشييد خط الأنابيب الرئيس. وبعد أن اشتريا أصول البناء في
"غازبروم" يثمنٍ بخس أسَّسَ الأخوان روتنبرج شركةً تسمَّى "ستروي
غاز مونتاج" (StroiGasMontazh)، وبحلول عام 2008 فازت هذه الشركة بالعطاء
في مناقصةٍ لبناء خط أنابيب للغاز(*).
_______________________________________
(*) المصدر: غازبروم تعتني
بمالكيها، صحيفة "فيدوموستي"، 10/ 9/ 2009.
_______________________________________
لقد فازت شركة "ستروي غاز
مونتاج" بمناقصةٍ لبناء خط انابيب "نورث ستريم" على الرغم من أنَّ
التكلفة أغلى بثلاث مرات من تكلفة بناء خطوط مشابهة في أوروبا! وعلى الرغم أيضاً
من أنَّ عمَّالَنا يتقاضون أجوراً أقل بكثير من الأجور التي تُدفَع في الدول
الأوروبية.
إنَّ الأخوين روتنبرج أُعطوا عقداً
لبناء خط أنابيب ساخالين – خاباروفسك – فلاديفوستوك، ذي الأهمية الكبرى، بسعرٍ
فلكي بلغ 210 مليار روبل (7 مليار دولار)، بدون حتى أن يمر الأمر عبر عملية تقديم
العطاءات.
وأُعطِيَ الأخوان روتنبرج أيضاً عقدَ
بناء خط أنابيب دجوبغا – لازارفسكوي – سوتشي الأولمبي دون الحاجة إلى إجراء
العطاء.
إنَّ الحكومة الروسية ترفع سعر الغاز
سنوياً، وهذا بدوره يرفع من أسعار المرافق العامة. وينبغي لنا جميعاً أن نفهم أنَّ
هذه الإرتفاعات في الأسعار هي نتيجة للصفقات الودية – الإجرامية كم قبيل تلك التي
بين الدولة ممثَّلةً بـــ "غازبروم"، من جهة، وبين أصدقاء بوتين من جهةٍ
ثانية.
لقد كتبنا في تقريرنا "ماذا
أَحْدَثَتْ 10 سنوات من حكم بوتين؟" (PUTIN:
What 10 Years of Putin Have Brought) حول
التدهور الكارثي الحادث في روسيا جراء الكحول، حيث أنَّ نصيب الفرد من الإستهلاك
لكل رجلٍ وامرأةٍ
وطفلٍ وصلت الآن إلى 18 لتراً من الكحول النقية سنوياً. والسبب الرئيس في كوننا
كلنا في حالة سُكْرٍ هو توافر الفودكا بكمية كبيرة لا تُصَدَّق. فالكحول والفودكا
تخضع لطريبة منخفضة بحيث أنَّ كلفة زجاجةٍ من الفودكا تعادل تقريباً كلفة زجاجتين
أو ثلاثٍ من البيرة. ولم يسبق لهذا الحال أن حدث من قبل في روسيا (أو في العالم).
لم يسبق أن كانت تكلفة زجاجةٍ واحدة من الفودكا تعادل ركوب مترو الأنفاق لأربع
مرات. إنه لا يمكننا أن نرى سبباً لمثل هذا الوضع حتى الآن. وعندما بدأنا في النظر
في شركات الأخوين روتنبرج وجدنا أنهما يسيطران على ما لا يقل عن 11 مصنعاً لإنتاج
الكحول ضمن منظومة الكحول الروسية (RosSpirtProm)(*). وهذه
المصانع تشمل: مصنع "بريانسك سبيرت بروم"، مصنع "كريستال"
لتقطير الفودكا، مصنع "أستراخان" للمشروبات الكحولية والفودكا، مصنع
"موردوف سبيرت"، مصنع "باخوس" في سمولينسك، وغيرها من مرافق
إنتاج الكحول في تشيريبوفيتسك وياروسلاف وأماكن أخرى.
________________________________________
(*) المصدر: مفوَّضو
الكرملين للكحول، صحيفة "فيدوموستي"، 20/ 4/ 2009؛ حتى مُلْكِيَّة
الواحد، صحيفة "نوفايا غازيتا"، 4/ 2/ 2011.
________________________________________
هل يمكن أن يكون هذا هو السبب وراء
الضريبة المنخفضة على الفودكا واستهلاكها في روسيا البوتينية؟ هل طَرَحَ بوتين
الضرائب من أجل أصدقائه؟ الأجود هو الأرخص والذي يمكنك بيعُهُ أكثر. وهذه الحقيقة
المتمثلة بغَرَق سكان بلدٍ شاسع بالكحول ليست أمراً يجعل الحكومة الحالية تشعر
بالقلق حياله.
إنَّ القصة المخزية لشق طريق موسكو –
بطرسبورج (ذي الرسم المروري) عبر غابة خيمكي هي قصة معروفة. لقد أَذِنَ بوتين
بإنشائها، وعندما احتجَّ الشعبُ وَقَفَ موقفاً لم يتزحزح عنه، فلقد تمسَّك بموقفه
حتى عندما اقترح الرئيس ديمتري ميدفيديف الإيقاف المؤقت للعمل. وفي نهاية المطاف
تَقَرَّرَ بناء الطريق عبر الغابة على الرغم من اعتراضات سكان خيمكي وعلماء
البيئة. فلماذا سلك هذا المشروع طريقَهُ؟ هذا ما بات واضحاً الآن، فلقد مُنِحَ
العقدُ لبناء الطريق ذي الرسم المروري (بقيمة 63,4 مليار روبل/ 2,1 مليار دولار)
إلى شركاتٍ مملوكة من قبل الأخوين روتنبرج(*).
________________________________________
(*) المصدر: طرقات كوفالتشوك
– روتنبرج السريعة، صحيفة فيدوموستي، 20/ 9/ 2010.
________________________________________
لقد وافقت حكومة بوتين على توفير 23
مليار روبل (766 مليون دولار) لتمويل الطريق، بيد أنَّ الدخل المتأتي من رسوم
المرور على هذا الطريق سيذهب إلى الأخوين روتنبرج.
إنَّ طريق موسكو – مينسك السريع هو
تكرارٌ للقصة نفسها، على الرغم من أنَّ عقد هذا الطريق قد ذهب إلى صديقٍ آخر
لبوتين ألا وهو يوري كوفالتشوك. إنَّ الدولة تدفع وأصدقاء بوتين يجنون الأرباح.
إنَّ الأخوين روتنبرج، باستخدامهما
لصلاتهما ببوتين لوقتٍ طويل، كانا قادرَين على توفير الحماية لأعمالهم التجارية
المكوَّنة من مليارات الروبلات. لقد أصبحا مساهمَين في ميناء نوفوروسيسك (أكبر
محطة للنفط في البلاد) من خلال قيام أ. بونوماركينو وأ. سكوروبوجاتكو بتقديم
خدماتهما من أجل حماية أعمال الأخوين روتنبرج التجارية من نيقولاي توكاريف (رئيس
شركة "ترانس نفط")، والذي هو الآخر على معرفة شخصية ببوتين(*).
______________________________________
(*) المصدر: الجودو الرئاسي
وميناء نوفوروسيسك، صحيفة "لينينغرادسكايا برافدا، 14/ 4/ 2008؛ أُنظر:
التحركات الوقائية، صحيفة "فيدوموستي"، 14/ 4/ 2008.
______________________________________
الشيء نفسُهُ حدث مع الأعمال التجارية
لآشوت إيجيازاريان، فمن أجل ضمان أن تكون شركتُهُ في مأمنٍ من هجوم باتورينا – زوج
لوجكوف – قام إيجيازاريان بالتنازل عن 50% من حصته في مشروع بناء فندق موسكو
للأخوين روتنبرج، دون أن يدفع شيئاً لباتورينا(*).
________________________________________
(*) المصدر: تقرير ميلوف –
نيمتسوف "بوتين والأزمة"، 2009.
________________________________________
الفصل التالي:
- الفصل الثالث/
إثنان من العبيد في مخزنٍ مُذَهَّب (اليخوت/
الفيلَّات والقصور/ الساعات اليدوية/ البيوت والسيارات).
الفصل السابق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق