الصفحة الرئيسة

2011/09/13

كتاب "حوار مع صديقي الإسلامجي"/ الحرس الثوري الإيراني يحكم لبنان الآن- العلاّمة محمد علي الحسيني إلتَقَى عربَ الأحواز فاتعقلته استخبارات الجيش اللبناني بتهمة العمالة لإسرائيل!


إنَّ أزمة حزب الله الحقيقة إنما هي في الأصل أزمةٌ مع الله سبحانه وتعالى.. يكفي أن تنظروا كيف بلغ هذا الحزب دركاً من التألُّه لم يعد يقبل معه حتى النفاق من أحد وإنما يريد من جميع اللبنانيين ومن دون استثناء أن يسبِّحوا بحمده بكرةً وأصيلا طواعيةً.. فالإخوان هؤلاء ذاهبون إلى الحج والناس راجعة! إنك ترى هذا الحزب، وهو يرفع شعارَ "الإسلام هو الحل" علناً والشعارَ الفارسي العنصري "المذهب الشيعي هو الحل" ضمناً، يفعل
 

إنزل إلى أسفل لقراءة الموضوع كاملاً


                                    
               
كتاب
حوار مع صديقي الإسلامجي
تأليف: حسين احمد صبرا


الحرس الثوري الإيراني يحكم لبنان الآن
العلاّمة محمد علي الحسيني
إلتَقَى عربَ الأحواز
فاعتقلته استخبارات الجيش اللبناني

بتهمة العمالة لإسرائيل!


حسن نصر الله يُلبس السيد محمد علي الحسيني العِمَّة قبل رواج الإيقونات المقدَّسة



    حسين احمد صبرا
إنَّ أزمة حزب الله الحقيقة إنما هي في الأصل أزمةٌ مع الله سبحانه وتعالى.. يكفي أن تنظروا كيف بلغ هذا الحزب دركاً من التألُّه لم يعد يقبل معه حتى النفاق من أحد وإنما يريد من جميع اللبنانيين ومن دون استثناء أن يسبِّحوا بحمده بكرةً وأصيلا طواعيةً.. فالإخوان هؤلاء ذاهبون إلى الحج والناس راجعة! إنك ترى هذا الحزب، وهو يرفع شعارَ "الإسلام هو الحل" علناً والشعارَ الفارسي العنصري "المذهب الشيعي هو الحل" ضمناً، يفعل "السبعة وذِمَّتَها" وفي الوقت عينه لا يريد لأحدٍ أن يُشيرَ إلى ما يفعل! لقد قالها بالأمس القريب أمـينُ عام حزب الله السيد حسن نصرالله صراحةً بأنَّ كل اللبنانيين الذين يهاجمون حزب الله هم ومن دون استثناء عملاء لإسرائيل..
ممتاز،
ولكن فات السيد نصرالله أمران اثنان:
الأمر الأول، أنَّ مسألة أن تقوم إسرائيل بتجنيد عملاءَ لها يهاجمون حزب الله هي مسألة مضى عليها الزمن وأكل الدهر عليها وشرب ويعودُ تاريخُها إلى عصر "تِشْتِكْ لَمْـــلَـمْ".. وأنَّ كل الشبكات الإسرائيلية التي قامت الأجهزة الأمنية اللبنانية بإلقاء القبض عليها على مدى العامين الأخـيرين إنما كانت مكوَّنة من ساسها إلى رأسها إما من قيادات أو أُطُر أو عناصر من حزب الله نفسه أو من مناصرين ومطبِّلـين ومزمِّرين له، وما خَفِيَ كان أعظم..
العلاّمة السيد محمد علي الحسيني
الأمر الثاني، أنَّ مَنْ يتصدون لمشروع حزب الله في لبنان إنما هم الذين يشكلون الخطر الحقيقي على إسرائيل حينما يرفضون أن تكون ساحة الصراع مع العدو الصهيوني في لبنان حكراً على فئة طائفية مذهبية ترتبط استراتيجياً وعضوياً مع نظامين (السوري والإيراني) يعلم القاصي والداني أنهما حاجة استراتيجية لأمـيركا وإسرائيل.. وحينما يرفضون أن يكون لبنان ساحةً مفتوحة لما يسمى بمحور المقاومة والممانعة لمجرد تمرير المقاولات والصفقات مع أميركا بإسم الصراع مع إسرائيل، وحجةً للسيطرة على السلطة في لبنان.. وحينما يريدون أن يُعيدوا لبنان دولةً قوية مزدهرة اقتصادياً وعمرانياً وحضارياً تنافس إسرائيل وتصارعها جدِّياً وتقض مضاجعها في وقتٍ لم يسأل أيٌ من قادة حزب الله نفسَه لماذا المناطق الـتي يهددونها بصواريخهم داخل الكيان الصهيوني باتت في العشرين عاماً الماضية هي الأكـثر نمواً وعمراناً وقوةً في الإقتصاد وازدهاراً في السياحة في الشرق الأوسط برمَّته مقابلَ انهيار لبنان التام على كافة الصعد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومؤسساتياً وحتى أخلاقياً!! ولم يُكلِّف أحدٌ منهم نفسَه أنْ يسألها ما هي هذه الإستراتيجية الفظيعة التي دمَّرنا لبنانَ بسببها وبتنا نفاخر بها وهي القائمة على مجرَّد نجاحنا بإطلاق صواريخ على إسرائيل حـتى آخر يوم من المعركة دون أن ندمِّر شيئاً يُذكر فيها مقابلَ دمارٍ شامل في لبنان!!
الأمر الأهم الآن أنَّ حزب الله حينما يتَّهم خصومه السياسيين بالعمالة لإسرائيل فإنه لا يفعل ذلك كمجرَّد "سبُّوبة" أمام جمهوره (كما يقول المصريون)، أو "عَلِّ وخُدْ جمهور" (كما يقول اللبنانيون)، وإنما هو يقصد فيهاً "قتلاً" صريحاً لخصومه.. ولكن، وبما أنَّ عمليات الإغتيال والتصفية الجسدية لخصوم حزب الله قد توقَّفت بسحر ساحر وبقدرة قادر في أعقاب إتفاق الدوحة في أيار/ مايو 2008، وهو الإتفاق الذي مكَّن حزبَ الله من الإستيلاء التدريجي على السلطة في لبنان، وبما أنَّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تتَّهم حـتى الآن أربعةً من قادة وأُطُر هذا الحزب بقتل الرئيس المظلوم رفيق الحريري وآخرين، فإنَّ التصفية الـتي بات يقوم بها حزب الله الآن لخصومه السياسيين هي تصفية معنوية، ليس بالكلام فحسب بل وبالأفعال..
العلاّمة الشيعي اللبناني محمد علي الحسيني هو مَثَلٌ بسيط على ما يفعله هذا الحزب مع خصومه.. كيف؟!
                 حَطّ العِمّة.. شال العِمّة..
                 حَطّ الحَمَام.. طار الحَمَام!

أُنظروا إلى الصورة أعلاه، وقد التُقطت قبل بضع سنواتٍ خلت، ستجدون السيد حسن نصرالله، وهو الأمـين العام لحزب الله وقتها، يحتفي بالسيد محمد علي الحسيني (قبل رواج الإيقونات المقدَّسة) بأن يُلبسه العِمّة السوداء الـتي هي عمامةُ مَنْ يسمَّون بالأسياد في العرف الشيعي (والأشراف في العرف السنّي)، والمقصود بهم المنحدرون من نسل النـبي، وقد كان يُعتبر السيد الحسيني وقتها واحداً لا يتجزَّأ من هذا الحزب..
العلاّمة محمد علي الحسيني يفتتح
المقر الجديد للمجلس العربي الإسلامي
في الضاحية (بئر العبد)
في 18/ 4/ 2011
ثم حدث أن أجرى العلاّمة الحسيني مراجعة شاملة لأفكاره الدينية ومواقفه السياسية فانقلب على ولاية الفقيه ونظامها في إيران وأتباعها من الشيعة العرب وفي مقدمتهم حزب الله في لبنان، وقد أدى هذا الأمر إلى قيام نظام الخميـني بسجنه لمدة عامٍ ونصف العام، حيث كان ما يزال يدرس العلوم الدينية في إحدى الحوزات في إيران..
بعدها أسَّس السيد محمد علي الحسيني عام 2008 المجلس الإسلامي العربي وطرح نفسه مرجعية شيعية سياسية عربية في مواجهة ولاية الفقيه الفارسية ونفوذ حزب الله المتنامي في لبنان، داعياً في الوقت نفسه إلى رفض كل أنواع التطرف والإكراه والإرهاب..

محمد علي الحسيني مع حسن نصر الله
وقد جمعت بينهما صداقة حقيقية

اللافت أنَّ السيد الحسيني قد نشط في عقر دار حزب الله.. وقد تعرَّض في السنوات الثلاث الماضية لمضايقات وتهديدات ولحملات تخوين وافـتراء، ولكن دون أن يتعرَّض لأذى جسيم.. والمسألة لا تحتاج إلى كثـير من الذكاء في استنتاج أنَّ السيد حسن نصرالله شخصياً قد يكون هو الذي حالَ على الأرجح دون التعرض للسيد محمد علي الحسيني بأي أذى جسيم في السنوات الثلاث الماضية وخاصةً أنَّ مكتب السيد الحسيني موجود في المربع الأمـني التابع لدويلة حزب الله في الضاحية الجنوبية وفي منطقة بـئر العبد تحديداً.. على أنَّ الكلمة في نهاية المطاف تبقى للحرس الثوري الإيراني في ما يخص التصفيات على أنواعها، وخاصةً أنَّ الموسى قد وصلت إلى ذقن نظام الخميـني في مسألتين ترتعد أوصال هذا النظام منهما، ألا وهما: قضية أرض الأحواز العربية في المقام الأول وهي الأرض الـتي يغتصبها الفرس منذ 86 عاماً تماماً كما يغتصب اليهود فلسطين منذ 63 عاماً.. وبدرجةٍ أقل قضية مجاهدي خلق.
        مواقف العلاّمة الحسيني ضد النظام الإيراني
العلامة محمد علي الحسيني مدافعاً عن معسكر "أشرف"
التابع لمجاهدي خلق

في شهر أيار/ مايو الماضي (2011) بلغ نشاط السيد محمد علي الحسيني حداً لم يسبق أن بلغ مثيلاً له من قبل.. لقد أصدر في 3/ 5/ 2011 بياناً استنكر فيه المجزرة التي ارتكبها إسلامجية إيران في العراق بزعامة نوري المالكي في 8/ 4/ 2011 ضدَّ معسكر "أشرف" التابع للاجئـين السياسيين الإيرانيين من مجاهدي خلق والواقع في محافظة ديالى في العراق وذهب ضحيتها 25 قتيلاً ومئات الجرحى.. ثم قرر السيد الحسيني إرسال قافلة من المساعدات الطبية برفقة أطباء لمساعدة ومعالجة الجرحى من سكان هذا المخيم رفضت سلطات المالكي السماح لها بالتوجه إلى العراق..
وفي 15/ 5/ 2011 أدلى العلاّمة الحسيني بتصريحٍ لجريدة "الوطن" الكويتية طالب فيه إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، معلناً أنَّ نظام ولاية الفقيه من غـير الممكن التعايش معه وخاصةً أنَّ الإيرانيـين أنفسهم يرفضونه.. ثم أصدر في 18/ 5/ 2011 بياناً شديد اللهجة طالب فيه إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، ومعلناً عن أنَّ دفاع البحرين عن نفسها واجب ومشروع وأنَّ أي محاولة لإخـتراق أمنها البحري أوالجوي أوالـبري من قبل النظام الإيراني "يعني أنه أعلن حرباً على العرب ومن حقنا التعامل معه على هذا الأساس".. كما نبَّه النظام الإيراني من أي محاولات جديدة للتجسس على الكويت لأنَّ أمنها وأمانها خط أحمر وأي محاولة جديدة من هذا النوع "سوف تنعكس سلباً على النظام الإيراني نفسه"..

العلاّمة محمد علي الحسيني مستقبلاً وفداً من عرب الأحواز
في 19/ 5/ 2011
على أنَّ الأمر الذي شكَّل الخطر الأكـبر على نظام الخميـني كان استقبال العلاّمة محمد علي الحسيني لوفدٍ من عرب الأحواز في 19/ 5/ 2011 وإصداره لبيانٍ اعتـبر فيه قضية الأحواز قضية عربية عادلة وإنسانية بامتياز "فلا يجوز الإستخفاف بها ولا التقصير بحقها وعلى الجميع أن يتحمَّل مسؤولياته".. ودعا كل الجهات الإنسانية وخاصةً الأمم المتحدة والصليب الأحمر والمنظمات والجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان "لمساعدة الشعب الأحوازي عـبر إرسال لجان تقصي حقائق لمعرفة المعاملة الوحشية والإنتهاكات الإنسانية التي يرتكبها نظام ولاية الفقيه في إيران بحق الشعب العربي الأحوازي".. وختم مؤكداً أنَّ "على جامعة الدول العربية أن تتحمَّل مسؤولياتها وتتخذ الموقف العملي والشجاع تجاه القضية الأحوازية"، طالباً من جميع الدول التي تتواجد فيها جالية أحوازية بضرورة الترحيب بهم والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم "فهذا واجب علينا لأنهم اخواننا في الدين والعروبة والإنسانية"..
                     شِي الله يا كمبيوتر!
جاء استقبال العلامة محمد علي الحسيني لوفد الأحواز (19/ 5/ 2011) في وقتٍ كانت مدن الأحواز الـتي يغتصبها الفرس تشهد موجة احتجاجات شعبية ضد نظام الخميـني منذ 14/ 4/ 2011 (الذكرى السادسة والثمانين لإغتصابها).. ولم تكد تمضي خمسة أيام على هذا اللقاء وهذاالبيان حـتى قامت استخبارات الجيش اللبناني باعتقال العلاّمة الحسيني في 24/ 5/ 2011 بتهمة التعامل مع إسرائيل! وكان الدليل الوحيد الذي سيق ضدَّه هو العثور في منزله على جهاز كمبيوتر وعلى سلاح فردي!
وأمام هكذا دليل أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا في 10 آب/ أغسطس 2011 حكماً مَنَعَ بموجبه محاكمة العلاّمة الحسيني وتركه حراً لعدم كفاية الدليل (بالأحرى لعدم وجود دليل أصلاً، ذلك أنَّ ما من منزلٍ في لبنان إلا وفيه سلاحٌ فردي، وما من منزلٍ في لبنان إلا وفيه جهاز كمبيوتر، اللهمَّ إلا إذا كان أصحاب هذا المـنزل من الجهلاء أو من البخلاء!).. وعلى الرغم من ذلك فإنَّ العلامة الحسيني مايزال معتقلاً رغم قيامه بمناشدة رئيس الجمهورية بالإفراج عنه لبطلان تهمة العمالة التي ألصقت به زوراً وبهتاناً! واستمرار اعتقاله دليل على أنَّ الحرس الثوري الإيراني هو الذي يحكم لبنان الآن!   
                       فتِّش عن الفرس!
ما لاحظناه أثناء كتابة هذه السطور هو أنَّ استخبارات الجيش اللبناني قد سارعت فور اعتقال السيد محمد علي الحسيني إلى الدخول إلى موسوعة "ويكيبيديا" العالمية على الإنترنت وقامت بتشويه الصفحة المحتوية على تعريف بالسيد الحسيني بأن وضع العبارة التالية في رأس الصفحة وفي داخلها:
"محمد علي الحسيني، عميل إسرائيلي معتقل في لبنان من قبل الجيش اللبناني بتهمة العمالة للموساد الإسرائيلي، وكل المعلومات الواردة أدناه كانت للتغطية على عمله المخابراتي". (قام أنصار الحسيني في 5/ 9 / 2011 بحذف هذه العبارة من داخل الصفحة ولكن دون أن يتمكنوا حتى لحظة طباعة هذه السطور من إزالتها من رأس الصفحة).
طبعاً، الحرس الثوري الإيراني لا يجيد اللغة العربية وهو كارهٌ لها، وإنما لديه أدوات في لبنان يجيدون العربية وبواسطتهم يحكم لبنان الآن.. وما حصل مع السيد محمد علي الحسيني دليل بسيط على أنَّ الحرس الثوري الإيراني الذي صدَّر إلى لبنان 70 ألف صاروخ إنما يتفرقع من صاروخ واحد ألا وهو صاروخ الكلمة، ذلك أنَّ حال نظام الفرس هو كحال كل الأنظمة الدموية الـتي سقطت بالأمس القريب وتلك الآيلة للسقوط في الغد الأقرب.
(نُشر هذا الموضوع في مجلة "الشراع" اللبنانية في 12 أيلول/ سبتمبر 2011، العدد 1509).

                        
                              فهرس كتاب:
                  "حوار مع صديقي الإسلامجي"
*************************************************************************
                   إقرأ قصيدة "مشايخ.. ومشايخ"
                         (شعر: حسين احمد صبرا)
*************************************************************************
                              فهرس كتاب:
                  "على هامش ثورة شباب مصر"
*************************************************************************
                    إقرأ مجلة "الشراع" اللبنانية من على موقعها الإلكتروني التالي:
                     www.alshiraa.com                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق